الأحد، 25 نوفمبر 2012

عٌمر جَديد

بسم الله الرحمن الرحيم 


بداية وقبل كل شيء أحب ان احمد ربي كثيرا بعد ان نجاني من موت محقق ،
وأحب ان اشكر امي ابي اختي اخواي اقاربي أصدقائي شكرا لكم بحجم
قلقكم علي ، سؤالكم عني ، سعادتكم بنجاتي 


سوف اسرد لكم القصة وكانها فصل في رواية عنونها " عمر جديد



الجو جميل ورائع والشمس قد غربت قبل قليل 

انتهيت الان من تعبئة سيارتي بالوقود في " محطة الخمسين " ب ينبع واشتريت مايلزمني من قهوة كي تشاركني الطريق الى رابغ صليت المغرب والعشاء جمعا وقصرا ، وبدأ طريق سفري الى رابغ افترضت وكعادتي في كل سفر موعدا محددا لوصولي لأي منطقة اسافر لها ، وكانت حساباتي ان اصل لرابغ بعد ساعة ونصف تقريبا او ساعتين كحد أقصى ، ربطت الحزام وبدأت كانت سفرة غير جيدة فانا منهك قليلا والقهوة التي اخذتها كان نوع البن المستخدم في تحضيرها سيء  و " الايبود " بطاريته على وشك النفاذ جميع ذلك لا يهم فأنا لابد ان اعود باكرا والطريق قصير نسبيا واصدقاء رائعون ينتظروني في رابغ ، كانت سرعتي متوسطة احسست بالنعاس قليلا توقفت غسلت وجهي نقمت على القهوة السيئة مجددا وكي اشعر بالقليل من الاثارة فتحت نافذة السيارة وقدت بسرعة مرتفعة دخول الهواء للسيارة بهذه السرعة ممتع و منعش ويذكرني ايضا بقريتي الصغيرة وهوائها العليل في فصل الصيف بالفعل اصبحت انشط بكثير وقبل ان اصل رابغ بحوالي ال ٤٠ كم اتصلت بأصدقائي كي يعدوا العشاء فلم يبقى لي سوى ثلث ساعة كأقصى تقدير واصل اليهم تفاجئت بعد ١٠ كم بتوقف مجموعة من الناس على " عبَّارة " توقعت ان يكون مجرد فضول منهم واصلت مسيري كدت ان اصتدم بسيارتين عاكستين للسير و شتمتهم في نفسي ثم تابعت فجأة احسست بصوت قوي يأتي من يساري عندما التفت وجدته سيل منقول يتحرك بكل غضب بما انني " قروي "  كنت اعلم انه قوي واعلم انني في طريق يقطع مجرى سيل بهذا الوادي واعلم ان مجرى السيل ينتهى عند الكبري القادم بعد 3 كم تقريبا حاولت التراجع للخلف لكن المسافة كانت الضعف فقررت التفدم بحكم قصر المسافة وتواجد الناس على نفس الاتجاه في البداية كان يغطي الماء ربع الاطار تقريبا ثم اصبح النص ثم اصبح يغطي الاطار كاملا كل ذلك في أقل من دقيقة كانت التحرك صعب قليلا فسيارتي منخفضة والسيل قوي كان امامي سيارة بها زوجين وطفلة صغيرة وببدأ السيل بجرفهم منظر الفتاة كان موجع للقلب بل حتى الحجر لو رأاها لتفتت من الحزن قررت ان اصدم سيارتهم واحركها وابعدها عن مجرى السيل لان سيارتهم كانت صغيرة ولن تصمد كثيرا امامه 
انطفئت سيارتي لأول مرة وذلك بسبب تغطية الماء مدخل الهواء للمحرك اعدت تشغيلة واشتغل واكملت دفع السيارة الصغيرة انطفئت للمرة الثانية بعد الاول باقل من دقيقة اعدت تشغيلها بعد ان ففقدت السيطرة على العائلة التي كنت ادفعها واختفوا من امامي بعد ان جرفهم السيل حاولت ان اكمل الطريق لكن للاسف زاد منسوب المياة حتى اختفى غطاء المحرك من امامي واصبحت ارى الماء فقط علمت حينها ان هذا هو يومي اخذت جوالي واثباتاتي الشخصية و وضعتها في مكان مرتفع في السيارة حتى اتمكن من الحصول عليها ان هدأ غضب السيل ، خرجت من السيارة و وفتحت النافذتين الامامية جلست على ظهر السيارة لكن دفع السيل كان اقوى فسقطت عنها وبدأ السيل بجرفي انا والسيارة حاولت التشبث فيها بكلتا يدي لم استطيع فادخلت يدي في الاطار وبدأ السيل بجرفي مسافة ليست بقصيرة حتى توقفت على تله صغيرة اخرجت يدي اخيرا من اطار السيارة صعدت اعلى السيارة اخذت جوالي وبدأت استعد للموت ف فرص النجاة كانت قليلة جدا بل مستحيلة فالسيارة تهتز كثيرا وامامي شاحنة جرفها السيل لم اعتقد ان تصمد كثيرا والتل الذي توقفت عليه سيارتي كان سيتحرك في اي لحظة والماء يغطي ثلاث ارباع السيارة ، كان اول شخص اتصلت عليه ابي ذلك الرجل العظيم الذي الجأ اليه في كل مشكله تمر بي من صغر سني لكن الان الوضع مختلف قليلا اتصلت عليه اخبرته بالامر وطلبت منه ان يسامحني كان رده بسيط : " الله يحفظك وين انت ؟ . ادعي ربك ينجيك وانا بتصرف " ترددت في الاتصال على امي لا اريد ان افجعها لكن الامر كان اكبر من ذلك كانت امنيتي قبل الموت ان اسمع صوتها وان اطلب منها مسامحتي فجنتي تحت قدميها الطاهرتين لم تجب في المرة الاولى اتصلت مجددا وردت علي اخيرا كنت ابكي كشخص حكم عليه بالاعدام وهذه اخر مكالمه بينه وبين امه ، اخبرتها ان تسامحني لم اكمل كلامي حتى نزلت تلك الدموع الطاهرة من اغلى شخص كنت افدي له عمري قبل ان تنزل دمعة واحدة منها ، لم افهم ردها كان بكائها شديدا انهيت المكالمة بحجة الخوف على نفاذ البطارية لم اكن اتحمل ان يكون اخر شيء اسمعه من امي قبل الرحيل من الدنيا بكائها ، سجلت وصيتي في صوت و رفعته على " الدروب بوكس " وارسلت رسالة نصية لاحد اصدقائي بان يسمعها وينفذ ما فيها بعد ان يحضر دفني ، تذكرت تويتر ومتابعيني فيه كيف لما يقارب الف شخص ان يسامحني ربما اخطئت في حق احدهم دون ان اعلم كلمت صديقي محمد وطلبت منه ان يطلب منكم مسامحتي والدعاء لي ، بعدها انهالت الاتصالات علي من اهلي واصدقائى اقاربي اخوالي اعمامي جميع البشر في تلك اللحظات اتصلوا علي لم يهمني الا ان اطمئن امي في كل مرة تتصل واخبرها ان الوضع تحسن وهو في مرات عدة كان يسوء اكثر واكثر ، ارتحت بعدها قليلا ها هي امي سامحتني وراضية عني هي وابي و سجلت وصيتي ، تذكرت خالتي مريم رحمها الله وانني سوف التقي بها بعد رحمة ربي بي واحكي لها جميع ماحدث بعد وفاتها ، شعرت بشيء يتحرك على بعد امتار مني اكتشفت انها جثة لأحدهم بعد ان غرق رحمه الله اقشعر جسمي كثيرا اتصل ابي واخبرني ان الدفاع المدني سوف يرسلون لي مروحية تأخذني لان مكاني كان صعب قليلا  ثم اتصل علي الدفاع المدني واخبرني ان المروحية سوف تتأخر ولن تاتي الا في الصباح اغلقت هاتفي بعدها قليلا بعد ان تحركت الشاحنة التي هدأت من جرف السيل واخذت ادعو ربي واستغفر كثيرا نطقت الشهادتين كثيرا حينها كنت اعلم ان بقائى في هذه الدنيا سوف ينتهي قريبا جدا واحببت ان يكون اخر ما انطق ذكر لله و الشهادتين هدأ الشاحنة بعد حوالي ال١٠ دقائق فتحت جوالي بعد ان تذكرت قلق امي واخذت اطمئنها من جديد وصلت شاحنة الدفاع المدني حينها وكانت بعيدة عني وانا ارفع صوني والوح بهاتفي كي يراني اتصل علي ابي وقال و جدوك حاول ان تصمد حتى يصلوا لك اتصل علي الدفاع المدني من الشاحنة واخبرني انهم من الصعب ان يصلوا الي لابد من ان اتحرك عشر خطوات كي يستطيعون الوصول الي او الانتطار الى حين وصول المروحية في الصباح فكرت قليلا حينها واخترت ان اتحرك فان بقيت لا اضمن العيش الى الصباح وان تحركت ربما اموت او يكتب لي عمر جديد برحمة ربي وعطفه ، غامرت وتحركت جرفني السبل قليلا وتشبثت بخشب كان يدمي يداي لكني تحملت في سبيل العيش الحمد لله استطعت الوصول الى المنطقة التي يستطيع الدفاع المدني الوصول لي فيها بعد ان تناولت الكثير والكثير من الطين والماء وبعض الاخشاب التي كانت عالقة في السيل ، بعد ان ركبت مع الدفاع المدني وبدأ باخذ بياناتي شكرت ربي كثيرا الذي اطال في عمري اخذت انا ورجال الدفاع المدني ننقذ ما تبقى ونحمل جثث من توفى ، اتاني احد اصدقائي واخذني بسيارته المرتفعة جدا ، توجهت للدفاع المدني برابغ من الطريق القديم كي التقي بأبي هناك ، عندما شاهدني من المستحيل ان انسى تلك النظرات منه كانت مليئة بالفرح ، ذهبت الى شقتي استقبلني الكثير والكثير من اصدقائي استحممت سريعا و بدلت ملابسي وتوجهنا الى جدة وفي الطريق كانت كلمات ابي لا تتعدى " الحمد لله انك بخير ، ربي قدر ولطف " واتصالات اقاربي علينا وتحمدهم لي بالسلامة عندما دخلت البيت كان اول من استقبلني في الطريق اخي محمد كان حضنه قوي جدا ، ثم دخلت و وجدت امي تبكي قبلت رأسها ويديها وكأنني لم اقبلهما منذ زمن بعيد سجدت امي سجود الشكر سلمت علي اختي بحرارة وانس البسمة لم تفارق شفتيه  ، جلست مع اهلي احدثهم بما جرى بكل تفصيل كات سعادتهم بنجاتي كبيرة جدا وانا سعيد برؤيتهم مجددا انتهى ذلك اليوم عندما صليت صلاة الشكر وشكرت ربي كثيرا على رحمته الواسعة ، كتب لي عمر جديد وانا الان اكتب هذه التدوينة في يومي السادس منه .

أشكر لك وقتك الثمين الذي قضيته في قراءة ماحصل لي واعتذر لك عن ركاكة الاسلوب في كتابة القصة 

هناك 4 تعليقات:

  1. تعجز حروفي عن التعبير لك بمدى تاثري بآلقصه , أسولبك شيق في الكتآبه ,

    والف الف حمدلله على السلامه وماتشوف شر ولو ماقريت النص هذا ممكن ما أصدق الخبر ~

    تحياتي لك :) ~

    ردحذف
  2. ياه! بكيتني "(
    الحمدلله على سلامتك .. الحمدلله
    الله يجعلها بداية خير لك ناصر

    ردحذف
  3. يا الله جلست أفكر بعد ماقريت شلون الإنسان ممكن يروح بغمضة عين :(
    استغربت ليش ولا أحد من الناس إلي متجمعه حاول يوقفك وهم دارين عن السيل !!

    خطاك السو ناصر وألف الحمدلله إن ربي كتب لك عمر جديد

    ردحذف
  4. حمد لله علي سلامتك .. والله جميلا ان الانسان يرحب بالموت في طاعة الله ويصبر .. سبحان الله إن امر المسلم كله خير .. تحيتي لك علي صبرك وتسليمك بقضاء الله

    ردحذف